كيف يعمل عقل ال ISTJ -الوظائف العقلية

2
لكل شخصية 8 وظائف عقلية، أربعة في الظل أو اللاواعي وأربعة في العقل الواعي، الوظائف العقلية عن طريقها تتم معالجة المعلومات واتخاذ القرارات، ويستند ترتيبها على التفضيلات الشخصية الفطرية، في اتخاذ القرارات يتم استخدام التفكير أو الشعور في حين يتم استخدام الحس والحدس في معالجة المعلومات، الوظائف العقلية لها إتجاهين الأول داخلي يُستخدم داخل رأسك والآخر خارجي يُستخدم في التفاعل مع من حولك.

الوظائف اللاواعية غير مؤثرة في الشخصية أما الوظائف الواعية فلها التأثير الأكبر تحديداً الوظيفة العقلية الأولى والثانية هما من يتركا الأثر الأكبر في الشخصية. للمزيد تفضل بقراءة موضوع  كيف تعمل الوظائف العقلية

 في أثناء شرح الوظائف العقلية لشخصية هذا الموضوع يمكن للشخصيات الأخرى الإستفادة، إذا كانت شخصياتهم تتشارك أو تتقاطع في كل أو بعض الوظائف المتناولة في موضوع اليوم.


Istj mbtiabc

الوظائف العقلية ل ISTJ:

الحس الداخلي-Si (الوظيفة الرئيسية)
الحس الداخلي هو واحد من أربعة وظائف عقلية إدراكية تقوم بإستقبال المعلومات، الوظائف الإدراكية الأخرى هي الحس الخارجي، الحدس الخارجي و الحدس الداخلي.
لفهمٍ أفضل للحس الداخلي سأقوم بمقارنته بالحس الخارجي، الأخير يدرك بالضبط ماتخبره الحواس الخمسة مباشرة وفي الوقت الحالي أما الحس الداخلي يُدرك عن طريق الذكريات المُخزنة أو الخبرات الحسية السابقة، فمن خلالها يقوم بتفسير وإدراك الحاضر وتوقع المستقبل إذن الحس الداخلي وظيفة عقلية غير موضوعية وشخصية ذاتية.

كارل يونج في كتابه الأنماط النفسية قام بتقسيم الوظائف إلى object وsubject، ال object تعتمد على عوامل خارجية وتكون موضوعية أما ال subject  فهي ذاتية وغير موضوعية، الحس الداخلي وظيفة غير موضوعية، ذاتية وشخصية أي مُتعلقة بالشخص نفسه، يعنى أن لكل شخص تجربته وإدراكه الحسي الداخلي الخاص والذي يختلف من شخص لآخر من أصحاب هذه الوظيفة.
مما يعني أن الحس الداخلي سوف يُدرك الشيء في الوقت الحقيقي والفعلي ولكن بسرعة سوف يقوم بمقارنته إلى الذكريات المخزنة في عقله، الأشخاص أصحاب هذه الوظيفة لديهم القدرة على إستدعاء التجارب الماضية بتفاصيلها الحية ولديهم القدرة على إعادة الإحساس وتجربة أحداث سابقة تماماً كما لو أنها تحدث على الهواء مباشرةً.

الحس الداخلي مثل الحدس الداخلي كلاهما يعمل بطريقة خارج التحكم الواعي مثل الشعور الغريزي تجاه شيء ما بالصواب أو الخطأ دون القيام بالقدر المعقول من التفكير للوصول إلى هذه الاستنتاجات لذلك اعتبر كارل يونج هذه الوظيفة لاعقلانية، ليس لأن نتائجها غير منطقية أو غير عقلانية، بل بسبب الطريقة الغير واعية التي تتلقي بها هذه الوظيفة المعلومات ثم القيام باستخلاص النتائج.

مُستخدم الحس الداخلي (الوظيفة  الُمهيمنة عند كلاً من ISTJ & ISFJ) شخص مُتأني وحذر، يفكر ملياً في خياراتِه ويحاول إتخاذ القرار الأكثر مسئولية، يضع قدر كبير من الثقة في التجارب والدروس التي تعلمها من الماضي، يقوم بعمل روابط بسرعة البرق بين ماحدث في الماضي وبين مايمكن أن يحدث في الُمستقبل، ولأنه أكثر ثقة في التجارب الماضية يكون أكثر تحفظاً تجاه التغيير.
الحس الداخلي يدور حول العالم الحقيقي، ال ISTJ بدون وعي يقوم بدفع الكثير من الإنتباه حول كيفية عمل الأشياء التي تؤثر على حواسه الخمسة ( البصر، السمع، الشم، التذوق،اللمس)، يُقدر تجربته وخبرته الخاصة بشدة، ولديه ذاكرة قائمة مُفهرسة ومفصلة عن تلك التجارب، يقوم بتخزين الانطباعات عن تلك التجارب بدلاً من الذكريات المُباشرة عنها، مثال انطباعه الجيد أو السيء عن شخص ما أو موقف ما أو شعوره حيال ذلك الشيء قد لا يتذكر سبب كرهه أو حبه، راحته أو بُغضه نحو الأشياء والأشخاص، قد لايتذكر السبب أو الموقف المُسبب لذلك الانطباع لكن حتماً سيتذكر الانطباع جيداً.

عندما تتحدث إلى ISTJ من الأفضل التحدث عن الحقائق لإقناعه فهو يثق بالحقائق والتجارب ولأن الحس الداخلي وظيفة عقلية مهيمنه ويُساعدها لاحقاً التفكير الخارجي تكون لديه يجد صعوبة في الثقة في الأشياء المجردة والغير تطبيقية غير ذات الصلة بالواقع العملي.
الأشخاص أصحاب الحس الداخلي المُهيمن يريدون معرفة ماهو المُتوقع منهم من أجل التخطيط والإعداد له، الروتين هو أفضل أداة لمعرفة ماهو المتوقع إنجازه وعندما يعرف ماهو المتوقع إنجازه يقوم بإنجاز أشياء عظيمة، ومع ذلك لا يُحسن التعامل مع الإرشادات والتعليمات الغامضة. يصاب ال ISTJ بالإنزعاج عندما يواجه ظرف أو موقف جديد عليه تماماً و ليس لديه أي معرفة سابقة به أو أي خبرة يستطيع الإعتماد عليها.
المشكلة تحدث أنه عندما يتم الإعتماد على هذه الوظيفة بشدة، تكون حياة صاحبها بلا أي تجارب جديدة حيث يستمر فقط بفعل ما اعتاد على القيام بفعله لأن هذه الوظيفة حسية داخلية لاتسعى لتجربة واكتشاف العالم الخارجي، فيعلق في دوامة من الروتين ويحافظ على نفس الطرق القديمة لفعل الأشياء.

يقوم ال ISTJ بمُعالجة المعلومات العملية الملموسة بسهولة أكثر من المعلومات المُجردة ولأنه مُفكر خَطي يسأل نفسه بالفطرة ماهي الخطوة القادمة ولأنه مُهتم بالتفاصيل لديه قدرة على إدارة أو تصميم أنظمة عمل معقدة للغاية، يستطيع العمل وفهم عمق التفاصيل التي تساعد على إدارة مستويات عالية من التعقيد لكنه يواجه صعوبة في الرجوع بظهره إلى الوراء ورؤية الصورة الكبيرة أو الإطار العام للمهمة التي يعمل عليها.

 بارع في الاتصال مع العالم المادي حوله، جيد في إدارة الموارد والمال، عادةً مايقوم بالاعتناء بالمهمات والمتطلبات اليومية سواء من خلال جدول منظم مكتوب على الورق أو في رأسه، لايشعر بالإنجاز مالم يكون قادراً على رؤية نتائج ملموسة لمجهوده.
عندما يحدث اختلال في روتينه اليومي يفقد القدرة على تتبع المهمات الواجب الإنتهاء منها، عادةً مايكون الخبير في الأعمال التي تتطلب منهجية عمل واضحة أو في أي شيء يعمل بطريقة خطية مثل المُحررين والمحامين والمحاسبين والمهندسيين التنفيذيين لأن بإمكانه تتبع القواعد واتخاذ قرارات منطقية وسريعة عند الحاجة لها.
وعلى الرغم من وجود عدة أنماط فرعية من ISTJ إلا أن عقولهم لاتتغير أو أنها تأخذ وقتاً أطول مقارنةً بالأنماط الأخرى.

لدى أصحاب الحس الداخلي المهيمن (ISTJ & ISFJ ) ذاكرة بصرية قوية تنشط في خلفية الدماغ منطقة (O1 & O2) وفي مُقدمة الدماغ تنشط منطقة (FP1 & FP2) ، سيتم تناول نشاط المخ وعلاقته بالأنماط الشخصية في مواضيع لاحقة بالتفصيل.


التفكير الخارجي-Te (الوظيفة المُساعدة)
التفكير الخارجي هو الوظيفة الرئيسية التي يتعامل بها ISTJ مع العالم الخارجي وهي الوظيفة الأولى في عملية صنع القرار لديه، عملية صنع القرارهذه  قائمة على المنطق الموضوعي المجرد من المشاعر والأهواء وتستند إلى الأدلة المادية المحسوسة بعيداً عن الأدلة الغير ملموسة والتي لايمكن إخضاعها للقياس المادي.
يقول كارل يونج في كتابه الأنماط النفسية فى مقدمتهِ عن التفكير " وظيفة التفكير بصفة عامة تستقي معلوماتها من إحدى وسيلتين الأولى من معلومات وبيانات شخصية وغير موضوعية، تستند إلى جذور في اللاوعي، الوسيلة الثانية من معلومات تستند إلى أساس موضوعي مُجرد تم إستقبالها من خلال الإدراك الحسي وهذه الأخيرة تعرف بالتفكير الموضوعي أو الخارجي" .

لفهم أكثر لهذه الوظيفة سأقوم مقارنتها بالتفكير الداخلي وهو تفكير مختلف كثيراً عن التفكير الخارجي إذ أن التفكير الداخلي ليس محايد ولا يبحث عن الأدلة المُجردة الموضوعية بل يبحث عن الأدلة التي توافق معاييره وأفكاره المَرجع هُنا داخلي يستند إلى المعايير الداخلية، أما التفكير الخارجي معياره مجرد يبحث عن الحقيقة لذاتها - قُل الحق ولو على نفسك - ويقوم باتخاذ القرارات بمنطق موضوعي دون مراعاة لمشاعر الآخرين لذا التفكير الخارجي منطقي وموضوعي وعادل.

التفكير الخارجي يريد إتمام المهام بكفاءة وفعالية، ويجلعه يستمتع بالخوض في المنافسات إذا كانت هناك فرصة للفوز، يستطيع رؤية بسهولة مايجب على الآخرين فعله لإتمام المهام فيبدأ بإعطاء الأوامر لمن حوله مما يجعله قائد جيد إذا كان في الفريق المناسب.
بالمقارنة مع التفكير الداخلي فالأخير الأفضل قدرة على رؤية الخلل في النظام أو المهام بسرعة، أما التفكير الخارجي أفضل بكثير في تنفيذ الخطوات اللازمة لإنهاء مهمة ما، التفكير الداخلي يُعطي بعض الوقت لإنجاز المهام بطريقة أكثر دقة وفعالية أما التفكير الخارجي لسان حاله يقول توقف عن تضييع الوقت وإبدأ بتنفيذ أول خطوة حالاً. 

لا يتجنب ال ISTJ المواجهة إذا كانت هناك ضرورة وعندما تكون المواجهة أو النزاع بينه وبين الأشخاص يرغب في حل المشكلة بكفاءة وبسرعة ثم المضي قدماً في الحياة دون الوقوف طويلاً عند الجوانب العاطفية من النزاع.

 التفكير الخارجي يهتم بالدرجة الأولى بفهم وتنظيم العالم الخارجي، مما يجعل هذه الوظيفة تُرى وكأن لديها نزعة إلى السيطرة والتحكم في العالم الخارجي، وإذا فقدت القدرة على التحكم في البيئة الخارجية سرعان ما تشعر بالإحباط ، وبسبب هذه الوظيفة يحاول ال ISTJ تنظيم وتوزيع الأدوار وإتمام المهام الواجب تنفيذها لإنجاز مهمة ما.
وبسبب خدمة هذه الوظيفة تحت قيادة الحس الداخلي قد يُرى ال ISTJ أنه يحاول التحكم في سلوك الآخرين ويحاول فرض أسلوبه في فعل الأشياء على الآخرين ببساطة لأن هذه الطرق أثبتت نجاحها،  قد يقوم بتجاهل المستجدات والتغيرات في الحاضر لصالح حلول ناجعة ولكن تستند إلى خبرات وتجارب أثبتت فعاليتها في الماضي، هذا التشبث بالماضي  ولأنه يقدر خبرته الماضية بشدة قد يجعل ال ISTJ عُرضة للإتهام بالتحجر وبتجاهل تغير الأوضاع وتبدل الأحوال والثبات على حلول وطرق واحدة تلك التي يعرفها وقام بتجربتها بل ويتعدى ذلك بمحاولة فرض هذه الطرق على الآخرين.
نصيحة لاتوجد طريقة واحدة لفعل الأشياء ف 5+4=9 وأيضاً 3+6=9 إختلفت الطرق لكن النتيجة واحدة.
في حالة ISTJ قد يقوم بتجاهل النتائج النهائية للمهام الواجب إتمامها والقيام بالتسلط حول طريقة إتمام هذه المهام وفرض طريقة واحدة دون غيرها، الطريقة الأكثر قبولاً لديه، عادة يُصدر بعض القادة على رأس الجماعات التنظيمات الهرمية الأوامر ويتركون طريقة التنفيذ للمرؤسين لكن في حالة إذا ماكان ال ISTJ هو من يُصدر الأوامر فسيقوم بإصدارها مع الطريقة الحرفية لإتباعها
يعني الأمر مع طريقة تنفيذه، وفي حالة كونه مُتلقي للأوامر من ممثلي السلطة سيقوم أيضاً بتنفيذها بطريقة حرفية ولذا ينجح  ال ISTJ في الأنظمة التي تعتمد على التنظيمات الهرمية ( الهيراكريرية ) سواء كانوا في موضع السلطة أو في موضع تلقي الأوامر.

سأذكر مثال  للتوضيح عن المضادة لطريقة ISTJ في القيادة، مع بداية إشتعال أحداث الحرب العالمية الثانية بغزو هتلر لبولندا، قبل غزو بولندا عسكرياً لا أتذكر هل بدأ الغزو فعلاً قبل الحادثة أم لا لكن الشاهد أن هتلر أصدر الأوامر لإثنين من القادة العسكريين المحليين وهم قادة كتائب على الحدود مع بولندا أصدر أوامره بإخضاع سكان الأرض البولندية المحاذية لهم للقومية الألمانية كانت هذه هي التعليمات لا أكثر ولا أقل مع وعد بعدم محاكمتهم أو التعرض لهم، قام أحد القادة في المنطقة الخاضعة له بإصدار وثائق بمجرد التوقيع عليها يعني ذلك التخلي عن الجنسية البولندية والتحول للجنسية الألمانية، وقام القائد الآخر في المنطقة الخاضعة له بعمل إستئصال للمواطنين البولندين من غير أصل ألماني، كلا القائدين اختلف تصرفه لتحقيق نفس الهدف، لاحقاً قام القائد الأخير برفع شكوى لهتلر بأن مايفعله القائد الأول غير صحيح وأنه بذلك لايضمن نقاء العرق الآري وما إلى ذلك، رفض هتلر التدخل بين القائدين وأمرهما بأن يقوما بحل مشكلاتهم مع بعضهم البعض وفي نفس الوقت لم يعلق على هذا ولا على ذاك.

شخصية ISTJ في الواقع وفي الأعمال التلفزيونية التي شاهدتها تأخذ أشكال مُتعددة أحد هذه الأشكال شخصية باريان أوف تارث من مسلسل صراع العروش GAME OF THRONES ، سأتحدث عن هذه الشخصية قليلاً، في أول مشهد لها في المُسلسل تظهر باريان وهي تحارب في إحدى الجولات القتالية مرتديةً لباس المقاتلين وخوذةً معدنية، فيظن الجميع أنها رجل. فهي أطول من كل الرجال الآخرين، وأقوى منهم جسدياً، وأمهر منهم جميعاً في القتال.  إلّا انه فيما بعد تكشف عن وجهها لتظهر للجميع أنها إمرأة وأنا قادرة على الإطاحة بأي رجلٍ ينافسها أو يهددها. كالكثيرات في المسلسل، هي مدفوعة بمآسيها الخاصة، ولكن هذا لم يمنعها من أخذ مهامٍ مستحيلة، غير مهتمة بالمجتمع وبما يقوله عنها. بريان غير مدفوعة بالرغبة في المجد، بالعكس تماما، أخلاقها السامية ومبادئها المبنية على الشرف ووعدها لكاتلين ستارك هي ما يدفعها لتكون فارسة بامتياز.

بريان هي امرأة طويلة جدًا وقوية البنية، تُلقب بـ”البكر” (The Maid) بسبب مظهرها المختلف عن الصورة النمطية للأنوثة.

لديها وجه وصفه البعض بـ”غير جميل”، لكن شخصيتها النبيلة وشجاعتها تجعلها محبوبة من قِبل من يعرفها.

غالبًا ما ترتدي درعًا وتحمل سيفًا، مما يجعلها تبدو أقرب إلى الفرسان الرجال.

جزء في هذه الشخصية لم يفهمه الجميع وهو حول أنها تبحث دائماً عن أي لورد تخدمه وتقدم له فروض الولاء. قد يختلف ويتفق البعض حول دورها في المسلسل إلا أن الجميع يتفق أنها من القلاقل الآهلين للثقة في ويستروس. المسلسل يعتبر مَلحمة وكل حلقة تستحق الدراسة وكل شخصية في المسلسل مكتوبة بعناية شديدة أنصح بمشاهدة المسلسل مع العلم أنه للكبار فقط، شخصية أخرى أريد الحديث عنها ولكن كي لا يطول الموضوع سأُفرد لهذه الشخصية موضوع آخر فيما بعد.

Mbtiabc
صورة مستوحاة


المشاعر الداخلية-Fi (الوظيفة الثالثة) 
المشاعرالداخلية وظيفة تقوم بإتخاذ القرارات بناء على القيم والمشاعر الذاتية بعكس التفكير الخارجي، تقع هذه الوظيفة في المرتبة الثالثة لدى ISTJ مما يجعلهُ أقل وعياً بها مقارنةً بنمط ال FP الأكثر تركيزاً على نفسه ولأن هذه الوظيفة في المرتبة الثالثة عند ISTJ لا تجعلهُ مهتماً كثيراً بالتركيز على نفسه وعوضاً عن ذلك يقوم بالتركيز على تشكيل والتحكم بالبيئة الخارجية بإستخدام المنطق الخارجي.

تستطيع أن تُشبه المشاعر الداخلية بأنها مدفونة على عمق كبير داخل الISTJ ولأن الجانب المنطقي لديه هو أول مايظهر للآخرين وبسبب أن هذه المشاعر معزولة ولايوجد بينها وبين الآخرين إتصال يكون من السهولة عدم رؤية الجانب المرهف في شخصيته، المشاعر الداخلية هي الجزء المُرهف والحساس في ISTJ وعلى الرغم من أنه قد يبدو فظ وحاد ويتكلم بحدة وبصراحة إلا أنه من الداخل لين القلب لكن عواطفه أقل تواتراً وتكراراً مقارنةً بالأنماط الأخرى نادراً مايكون مرتاح تجاه التعبير عن المودة والعاطفة بطريقة جسدية خارج دائرة الأصدقاء المُقربين.

 وبدون قصد قد يقوم ال ISTJ بجرح الأشخاص أثناء محاولته تقديم المساعدة لأنه يحاول تقديم المساعدة والدعم بطريقة منطقية وفعالة ولا يميل للوقوف كثيراً على كيفية تأثير أقواله وأفعاله على الآخرين.
ومع التقدم في العمر واكتساب المزيد من الخبرات يتعلم كيفية الموازنة بين الجانبين العاطفي والمنطقي، وعلى الرغم من أنه لن يقوم بالمشي على قشر البيض لجعل شخص ما سعيداً إلا أنه سيتعلم كيفية العناية بآراءه وكلماته والتفوه بها بطريقة تجلعها لأن تكون أكثر قبولاً وأقل إيذاءاً.
أو قد لايتعلم إذا لم يتم تَنبيههُ بطريقة مباشرة وبِلُغة صريحة وموضحة ولاتحتمل التأويل ولايوجد فيها أي لبس أو غموض.

عندما تكون المشاعر الداخلية لديه غير متطورة أو غير صحية في أسوء حالاتها يميل ال ISTJ إلى أن يأخذ الأمور على محمل شخصي أو قد يبدو حساساً بشكل مُفرط وسريع في ردة الفعل المبالغ فيها في الدفاع عن نفسه ومن أجل التغلب على هذه الأنا الدفاعية يجب أن يكون أكثر وعياً بمشاعره الداخلية من أجل كشف الغطاء عن المخاوف المَخفية والدوافع الغير واعي لها.

المشاعر الداخلية هي وجه العُملة الآخر للتفكير الخارجي، فالإثنان يستمدان كينونتِهما من بعضهمِ البعض فإذا كنت لا تفضل استخدام المشاعر الخارجية بالفطرة وعوضاً عن ذلك تقوم باستخدام التفكير الخارجي مع العالم من حولك حتماً سيكون الجانب الشعوري لديك داخلي، اختلاف الترتيب الفطري بين تلك الوظائف هو مايصنع الإختلافات والفروقات بين الأشخاص هنا تحديداً بين ال xTJs وبين ال xFPs فكلاهما يملك التفكير الخارجي والمشاعر الداخلية لكن تختلف فطرة كل منهما في تفضيل واحداً عن الآخر.

ومع أن المشاعر الداخلية تقبع في المركز الثالث إلا أن تأثيرها يكون واضح من خلال عدم تأثر ISTJ بالمنظومة الأخلاقية الخارجية أو التي يتبناها المُجتمع حوله فمنظومته شخصية وذاتية ومعيارها داخلي وليس خارجي وأيضا تكون محفزاته نابعة من ذاته ولايتأثر كثيراً بالنقد فالتفكير الخارجي يقوم بعزل تلك الأسهم من النقد عن الوصول إلى لُب ال ISTJ .

لرؤية الفرق بين المشاعر الداخلية تحت قيادة التفكير الخارجي والحس الداخلي وبين المشاعر الخارجية، يحضرني موقف المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل حينما كانت تُحدثها فتاة فلسطينية عن عدم رغبتها الترحيل والبقاء للدراسة في ألمانيا وأنها هنا منذ أربعة أعوام ومتقنة لعدة لغات منها الألمانية وكان الرد الصادم للمستشارة الذي أبكى الفتاة.


istj


الحدس الخارجي-Ne (الوظيفة الرابعة)
الحدس الخارجي هو الوظيفة الأخيرة عند ISTJ وبالتالي هي الوظيفة الأضعف، تتطور هذه الوظيفة بوتيرة مُختلفة من ISTJ لآخر إعتماداً على  عدة عوامل، وعلى النقيض من الحس الداخلي الحدس الخارجي مُتعلق بالأفكار المُجردة والإحتمالات الغير نهائية ويحتاج إلى محفزات خارجية مثل الدخول في نقاش لفظي مع الآخرين للحديث حول بعض الأفكار وكيفية تحويلها إلى واقع ولأن ISTJ  يقوم بالتركيز على الواقع الحقيقي والخبرات العملية قد يجد صعوبة في الإتيان بأفكار مُجردة ومفاهيم جديدة لاترتبط أو تشير إلى الواقع الحقيقي، ومع ذلك يستطيع وضع خطط ذكية ومحكمة عندما تكون لديه المعلومات والبيانات الصحيحة.

من الشائع جداً عند أصحاب الحدس الخارجي كتفضيل فطري رئيسي أن يصابوا في وقت مبكر من حياتهم باضطراب نقص الإنتباه مع فرط النشاط ولأن الحدس الخارجي الوظيفة الأضعف عند ISTJ قد يجد صعوبة فعل الأشياء خارج منطقة الراحة لأن ذلك يقوم باستنزافه لذلك يفضل المغامرة مع جانب مألوف لديه مثل الذهاب كل عطلة لنفس المكان، لكن مع تجريب ركوب الأحصنة لأول مرة.

عندما يكون مُجبر إضطرارياً على الإنخراط في عدة مهمات لأول مرة أو العمل في مجال خبرته المُسبقة فيه تساوي صفر ممكن أن يُستنزف لأبعد الحدود لأن الحس الداخلي هو المُحرك والقائد فإنه يحب معرفة الأشياء التي يمكن توقعها وليس مالا يمكن توقعها.

أي نوع من التغيير يخص الحياة اليومية مُستنزف لل ISTJ مثل ترك وظيفة ثابتة والتوجه لبدء عمل خاص أو الإنتقال إلى مكان غريب وغير مألوف لايعرفون به أحداً فإن ذلك يحتاج للتخطيط والإعداد المُسبق للنزول بتلك الأشياء إلى مستوى الراحة المُعتاد.


كلمة أخيرة:

كمال أتاتورك
أبو الأتراك
نمط الشخصية ليس هو كل الشخصية، الشخصية تؤثر فيها عدة عوامل مثل البيئة، عوامل التنشئة الإجتماعية وظروفها، وجود الأب والأم من عدمه في طفولة و حياة الشخص وأيضاً أنماطهم، طبيعة عمل الشخص وتحقيقه لذاته من عدمه، ونمط الشخصية لايُخبر عن كونك جيداً أم لا، ليس للنمط دخل في سلوك الشخص السيء والجيد بطريقة مباشرة ومثال ذلك فيلم ملك الخواتم LORD OF RINGS بطلا الفيلم الرئيسين هما سورون وجندالف وكلاهما نفس نمط الشخصية، سورون هو بطل قوى الشر ويريد نشر الظلام في العالم وجاندالف هو بطل الخير في الفيلم، فألهمها فجورها وتقواها، نمط الشخصية لا يتنبأ بأي السمتين ستقوم ببلورتها لأن ذلك يعتمد على الإرادة الحرة للشخص وأيضا على عوامل التنشئة والتغذية الفكرية ...إلخ وأوضح مثال على ذلك هو مصطفى كمال أتاتورك و السيد رجب طيب أردوغان
كلاهما ENTJ، الاول قائد الحركة الوظنية التركية في أعقاب الحرب العالمية الاولى ومؤسس تركيا الحديثة بعد إلغاءه الخلافة الإسلامية وإعلان علمانية الدولة والثاني السيد رجب طيب أردوغان وهو غني عن التعريف، فالإثنان نفس النمط لكن يتبعان مدارس فكرية مختلفة ومسارات سياسية متباينة أتمنى ألا نُغفل العوامل الأخري المؤثرة في الشخصية و أن تكون الفكرة قد وضحت.

التعليقات